شاهد الرسائل الالكترونيّة في سيارتك وخدمات أخرة..
العديد منا لا يستطيعون الذهاب إلى أيّ مكان، إلا ويطمحون إلى أن يكونوا على اتصال بالإنترنت. ولذلك، فإنّ من الطبيعيّ أن يطمحوا إلى وجود اتصال سريع بالشبكة في سياراتهم, ومن المفضل كذلك أن تكون تلك السيارات مجهزة بسائق روبوتي (آليّ) يسمح لهم بالتركيز على تصفح الإنترنت. ومن الأخبار المفرحة أنّ الإنترنت قادم إلى عالم السيارات في أواخر العام الحاليّ، ولدى حصول ذلك، فإنّه سيغيّر كيفيّة تعامل واحدنا مع الآخر ومع العالم من حولنا.
العام الحالي هو العام الذي تتشابك فيه السيّارات والتقنيّات، وذلك بفضل نظام (سينك) Sync من شركة (فورد) المنتجة للسيّارات، والذي يتيح استخدام الهاتف الجوّال في السيارة من دون استخدام اليدين، نظرا لأنّه يعمل بنظام التشغيل الآليّ من شركة (مايكروسوفت). وسيتوفر نظام (سينيك) في عشرات الطرز من سيارات عام 2007 في الخريف المقبل، وسيعمل أيضا مع مشغلات (آي بود) من صُنع شركة (آبل).
ـ ولكنّ هذه ليست سوى البداية، كما تقول مصادر مايكروسوفت (لأجهزة السيارات. أمّا النسخ الجديدة من (سينك)، فإنّها تدعم شبكات (واي فاي) اللاسلكيّة بحيث يمكن تحميل البريد الالكتروني أثناء قيادة السائق للسيارة وجعل النظام يقرأ الرسائل له. أمّا نظام (أوتونيت موبايل) Autonet Mobile، فهو يحاول تحويل سيارتك إلى نقطة ساخنة Hotspot كاملة للاتصال بالإنترنت. وهو يقوم، باستخدام وصلة النقل التابعة له التي لا يتعدى حجمها حجم الكتاب الصغير والتي تقبس الى فتحة ولاعة السجائر، للاتصال بنفس الشبكة الخليويّة الجوّالة عالية السرعة التي تستخدمها بطاقات (بي سي) PC اللاسلكيّة، بالبثّ عبر شبكة الواي فاي اللاسلكيّة المؤمنة.
وبمقدور الجميع المشاركة في هذا الاتصال، فالأمّ قادرة على مشاهدة ما تريده على موقع (يوتيوب) عبر كومبيوترها المحمول، في حين بإمكان الشقيقة القيام بعمليات التراسل الفوري والدردشة مع الآخرين، ويستطيع الأخ الصغير اللعب بألعابه الإلكترونية، على الشبكة شرط أن تكون متصلا بشبكة تدعى EvDO Rev A السريعة. وإذا رغبت في تشييد اتصال بالإنترنت عريض النطاق في سيارتك، فإنّ عليك الانتظار لفترة أطول، كما ذكرت الشركة التي تدير شبكة الاتصالات وخدمات القياس عن بعد. وتعمل شركة (إيريس) حاليّا مع شركة سيّارات غير أميركيّة على طراز جديد من السيّارات سيتمّ طرحه في عام 2008، والتي يمكنها تحميل المعلومات بسرعة 2 ميغابت في الثانية الواحدة. ومع تزايد سرعات الشبكات الخليويّة اليوم، سنرى قريبا نوعا من التنامي في محتويات الأجهزة الجوّالة، والإذاعات الحيّة.
معلومات السير والطقس
ـ والأكثر من ذلك، فإنّه مع ازدياد استخدام النسخة السادسة من بروتوكول الانترنيت IPv6 المطوّر، سيتمّ استخدام السيّارات لجمع المعلومات عن حالة الطقس وحركة السير، وأكثر من ذلك بكثير، كما يقول توم باترسون، المدير التنفيذيّ لشركة (كوماند انفورميشن)، الشركة الاستشاريّة المتخصّصة في أنظمة IPv6. ولكون نظام IPv6 يتيح استيعاب التريلونات من عناوين بروتوكول الإنترنت، فإنّ عداد السرعة في السيّارة وماسحات الزجاج الأماميّ قد يكون لهما عناوينهما الخاصّة التي تمكنها من بثّ المعلومات والبيانات إلى الأجهزة الخادمة التي تقوم بجمع معلومات عن الطقس وحالة السير على الطرقات وإعادة بثّها في الوقت الحقيقي.
ـ ويتيح النظام هذا أيضا الاتصال الآليّ مع المركبات الأخرى، فإذا كانت هناك سيارة أخرى مقبلة بسرعة كبيرة عبر مقطع جغرافيّ يُخفي بعض السيارات القادمة، فإنّ سيّارتك ستستطيع تحريّ ذلك وإطلاق إنذار صوتي.
ويجري تشييد النظام هذا في السيّارات في اليابان والإتحاد الأوروبيّ وفي الشبكات المحليّة للسيّارات التي تقوم بوصل جميع الأجهزة داخل المنطقة التي تقود فيها سيارتك، ابتداء من عام 2009. وتبقى أسئلة مهمّة بالطبع، هي ما إذا كان من الضروري مشاركة المعلومات الخاصة بقيادة السيّارة مع الشرطة، أو الشركة المؤمنة فيها مركبتك، أو ماذا سيحصل عندما تقوم بإرسال رسالة نصيّة غاضبة إلى سائق سيّارة (ما) الذي قطع عليك الطريق، ولكنّ الاحتمالات الإيجابيّة كبيرة جدا، وواعدة.